للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر ابن إسحاق (١) ما يدل على ذلك فإنه قال في السير: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: حُدثت أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار فسألته عن من بيني وبينه من الناس فقال: هلكوا» (٢).

فقوله: "هلكوا" ليس معناه ماتوا، فإن كل أحد يدرك أن الأمم التي بين زمن عمرو بن لحي وبين مجيء الإسلام قد ماتوا، وإنما معناه هلكوا بالنار, أي عذبوا بها كما قال - عليه السلام -: «ولا يهلك على الله إلا هالك» , (٣) وإنما يعذبون لأنهم كانوا على مثل ما كان هو عليه من الإشراك والكفر.

والحديث مرسل.

وذكر وثيمة نحو ذلك من طريق ابن جريج عن عكرمة مولى ابن عباس عن النبي - عليه السلام - مرسلا أيضا.


(١) السيرة النبوية (١/ ٥٣).
(٢) والحديث فيه مبهم، وهو من حدث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقد صرح المصنف قريبا بأنه مرسل.
(٣) رواه مسلم (١٣١) وأحمد (١/ ٢٧٩) وأبو نعيم في المستخرج (٣٣٨) وأبو عوانة (٢٤٢) والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦١) عن ابن عباس.
قال ابن رجب في جامع العلوم (١/ ٣٥٧): يعني بعد هذا الفضل العظيم من الله والرحمة الواسعة منه بمضاعفة الحسنات والتجاوز عن السيئات لا يهلك على الله إلا من هلك وألقى بيده إلى التهلكة وتجرأ على السيئات ورغب عن الحسنات وأعرض عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>