للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سمع من عتبة قوله: وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى من آبائهم, ولم يرد ذلك عليه, فدل إقرار النبي - عليه السلام - عتبةَ على ذلك القول أنه كذلك فعل مع قريش في تكفير آبائهم, وهم قد ماتوا في الجاهلية.

والاستدلال بهذا الخبر قوي في معناه لو كان مسندا, وإنما هو من الأحاديث المرسلة, وذلك أن ابن إسحاق قال فيه: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة, وذكر القصة بطولها.

لكن عندنا في هذا الباب الذي نحن بسبيله أحاديث صحيحة, وكل ما نذكر منها في هذا الفصل فهو في صحيح مسلم (١) , فمنها الأحاديث التي ذكرها في كسوف الشمس، وفي بعضها ذكر عمرو بن لحي كما تقدم قبل (٢).

وأعاد مسلم ذكره وكون النبي - عليه السلام - رآه وهو يجر قصبه في النار في آخر كتابه (٣)، وعنده في بعض الطرق في الكسوف (٤): «ورأيت أبا ثمامة عمرو بن ملك يجر قصبه في النار».

وينبغي أن يكون هذا غير عمرو بن لحي, فإن عمرو بن لحي هو عمرو بن ربيعة.


(١) صحيح مسلم (٢/ص ٦٢٢ رقم ٩٠٤).
(٢) ليس في (ب).
(٣) (٤/ ٢١٩١).
(٤) (٢/ ٦٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>