للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان عمرو بن لحي هو السائل لرسول الله فيكون المعنى فيه: كان عمرو بن لحي سأل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١) عن من يستحق العذاب، فكان الجواب أن قال له: "من بيني وبينك من الأمم" على وجه التوبيخ لعمرو, أي هؤلاء الذين اتبعوك على الإشراك في الدنيا هم أتباعك الذين يكونون في النار معك في الآخرة.

ومما يدل على تكفير أهل الجاهلية الذين كانوا على هذه الوتيرة ما ذكره ابن إسحاق (٢) من قول عتبة بن ربيعة للنبي - عليه السلام - إذ قال له: إنك منا حيث قد علمت من السلطة (٣) في العشيرة والمكان في النسب, وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم, وسفهت به أحلامهم, وعبت به آلهتهم ودينهم, وكفرت من مضى من آبائهم, فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر (٤) فيها لعلك تقبل منا بعضها فقال له رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «قل يا أبا الوليد، أسمع» , وذكر القصة, وتلاوة النبي - عليه السلام - "حم السجدة" عليه.


(١) من (ب).
(٢) ذكره ابن إسحاق (١/ ١٧٨)، وفي سنده مبهم كما سيذكر المصنف.
والحديث رواه ابن أبي شيبة (٨/ ٤٤٠) وعنه عبد بن حميد (١١٢٣) وأبو يعلى (٣/ ٣٥٠) ثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الذيال بن حرملة الأسدي عن جابر، لكن ليس فيه اللفظة المستشهد بها: "كفرت من مضى من آبائهم".
وهو عند الحاكم (٣٠٠٢) مختصر من طريق جعفر بن عون عن الأجلح به.
والأجلح مختلف فيه، والذيال انفرد ابن حبان بتوثيقه.
(٣) كذا في السيرة لابن إسحاق، وفي النسختين: السطة.
(٤) في (ب): ننظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>