للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخالفة الشريعة في الجملة دعاه فقال (١) له: «إن أبي وأباك في النار» , على وجه التسلية والعزاء له.

لأنه إذا كان أبو النبي - عليه السلام - في النار كان كون أبي السائل في النار من باب الأحرى والأولى، وهذا يدل على ما قلناه من أن أبا السائل كان من أهل الجاهلية (٢).

فإن النبي - عليه السلام - جعله مع أبيه عبد الله في قرن، وأبوه عبد الله بن عبد المطلب كان من أهل الجاهلية ولم يكن عنده شيء يوجب النار عليه مما يحدثه من نفسه لصغر سنه، فإنه مات في حال الشبيبة، وهو ابن عشرين أو أزيد في حياة أبيه عبد المطلب، وإنما غايته أن يكون على مذهب أبيه وقومه


(١) في (ب): في الجملة قال ...
(٢) قال العلامة أبادي في عون المعبود (١٢/ ٣٢٤): وكل ما ورد بإحياء والديه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإيمانهما ونجاتهما أكثره موضوع مكذوب مفترى، وبعضه ضعيف جدا لا يصح بحال، لاتفاق أئمة الحديث على وضعه وضعفه، كالدارقطني والجوزقاني، وابن شاهين، والخطيب، وابن عساكر، وابن ناصر، وابن الجوزي، والسهيلي، والقرطبي، والمحب الطبري، وفتح الدين بن سيد الناس، وإبراهيم الحلبي، وجماعة.
وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين: العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، والعلامة علي القاري في شرح الفقه الأكبر، وفي رسالة مستقلة.
ويشهد لصحة هذا المسلك هذا الحديث الصحيح.
والشيخ جلال الدين السيوطي قد خالف الحفاظ والعلماء المحققين، وأثبت لهما الإيمان والنجاة، فصنف الرسائل العديدة في ذلك، منها رسالة التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله في الجنة.
قلت- أي أبادي دائما-: العلامة السيوطي متساهل جدا، لا عبرة بكلامه في هذا الباب ما لم يوافقه كلام الأئمة النقاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>