(٢) قال العلامة أبادي في عون المعبود (١٢/ ٣٢٤): وكل ما ورد بإحياء والديه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإيمانهما ونجاتهما أكثره موضوع مكذوب مفترى، وبعضه ضعيف جدا لا يصح بحال، لاتفاق أئمة الحديث على وضعه وضعفه، كالدارقطني والجوزقاني، وابن شاهين، والخطيب، وابن عساكر، وابن ناصر، وابن الجوزي، والسهيلي، والقرطبي، والمحب الطبري، وفتح الدين بن سيد الناس، وإبراهيم الحلبي، وجماعة. وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين: العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، والعلامة علي القاري في شرح الفقه الأكبر، وفي رسالة مستقلة. ويشهد لصحة هذا المسلك هذا الحديث الصحيح. والشيخ جلال الدين السيوطي قد خالف الحفاظ والعلماء المحققين، وأثبت لهما الإيمان والنجاة، فصنف الرسائل العديدة في ذلك، منها رسالة التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله في الجنة. قلت- أي أبادي دائما-: العلامة السيوطي متساهل جدا، لا عبرة بكلامه في هذا الباب ما لم يوافقه كلام الأئمة النقاد.