للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموضع الدليل من الآية التي (قصدنا إيرادها هنا هو قوله تعالى) (١): {يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: ٨٩] إذ سمى القوم الذين كانت اليهود تستفتح عليهم بالذين كفروا وهم الأوس والخزرج الساكنون بيثرب, وكانوا أصحاب أوثان.

ذكر ابن إسحاق في السير (٢)

قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله بنا وهداه لنا لما كنا نسمع من رجال يهود، كنا أهل شرك وأصحاب أوثان, وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا, وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور, فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم, فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم, فلما بعث الله رسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أجبناه حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا هم به, ففينا وفيهم أنزل الله تبارك وتعالى هؤلاء الآيات من البقرة: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة: ٨٩].

فهذا الذي ذكر ابن إسحاق يدل على ما قلناه من أن الذين كفروا المذكورين في الآية هم الأوس والخزرج، ولم يكن عندهم في الجاهلية نبي


(١) في (ب): التي أوردناها وهو الذي سقنا الآية من أجله هو قوله.
(٢) رواه ابن إسحاق (١/ ١٣٢) وعنه ابن جرير (١/ ٤٥٥) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٧٥) بنحوه، زاد في الدر المنثور (١/ ٢١٥): ابن المنذر وأبا نعيم.

وفي سند ابن إسحاق: مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>