للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمم من حيث بنى عليهم السد ذو القرنين ومنعهم بذلك من الاختلاط بالناس.

وأما من عداهم مثل أهل الهند وأهل الصين، وقبائل الترك والديلم والأكراد والسودان وسائر من ليس عندهم كتاب من جميع الأمم (ق.١٢١ب) فلا معنى لذكرهم فإنا قد أعطينا قاعدتين يرجع إليهما حال جميعهم قبل الإسلام وبعده.

فالقاعدة التي قبل الإسلام هي قضية (١) أهل الفترة وانقسامهم إلى مشرك وغير مشرك، فالمشرك لم يعذره الله بسبب إشراكه، وغير المشرك عذره فلم يعذبه، ولا فرق في هذا بين العرب وبين كافة الخلق كلهم، فكما انقسم العرب إلى هذين القسمين، فكذلك ينقسم سائر الخلق إلى القسمين بعينهما لا محالة.

والقاعدة الثانية التي بعد مجيء الإسلام هي بلوغ الدعوة، ولا مانع من بلوغ الدعوة لهذه الأمم لاتصالها بثغور المسلمين وكون المسافرين والتجار متقلبين في البلاد ومتجولين في الأقطار، فمن بلغته الدعوة منهم فآمن فهو من أهل هذه الملة، ومن بلغته فكفر فهو من أهل النار، ومن لم تبلغه فقد عذره الشرع، وأخبر أنه لا يعذب ومن لا يعذب يكون مآله إلى الجنة كما قدمناه.

وبهذا القانون الذي أصلناه، فرغ الكلام في جميعهم، وبقي الإشكال في يأجوج ومأجوج، فلنفرد لهم فصلا نتكلم عليهم بحول الله فيه.


(١) سقط من (ب)، وفي (أ) كتب في الهامش، وعليه علامة التصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>