للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال الله تعالى مخاطبا لأهل الكتاب في معنى تقرير الحجة: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: ١٩].

فأخبر أنه أرسل إليهم رسوله في الدنيا ليبين لهم الشريعة لئلا يقولوا في الآخرة ما جاءنا من بشير ولا نذير.

قال الله لهم: {فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: ١٩]، يعني الآن في الدنيا لتقوم بذلك الحجة عليهم، ولذلك قال النبي - عليه السلام -: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني فلم يؤمن بي إلا كان من أصحاب النار» (١)، فشرط - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك سماع اليهودي والنصراني به - عليه السلام -، وذلك هو معنى بلوغ الدعوة.

وقد اقتضبنا الكلام في هذا الباب لبسطنا له في باب الفترة، إذ حكم القسم الرابع وحكم من لم تبلغه الدعوة واحد.

ولم يبق لنا بحمد الله مما ينبغي أن يذكر في أحد البابين حاشى يأجوج ومأجوج. ويصلح ذكرهما في الباب الأول من حيث يتصور دخولهم في أهل الفترة، فننظر (٢) ما حكمهم فيها، ويصلح ذكرهما أيضا في هذا الباب باعتبار ما يقتضيه النظر في بلوغ الدعوة لهم، وإنما نخصهم بالذكر دون غيرهم من


(١) تقدم.
(٢) في (ب): فينظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>