للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلم من أي القسمين هم مع رده على عائشة، كما علم أن الرجل الذي كلمه فيه سعد مؤمن بقوله في آخر الحديث: إني لأعطي الرجل وغيرُه أحب إليه منه، خشية أن يكبه الله في النار، لكن رد على سعد ليتأدب ولا يطلق القول على وجه القطع في شيء لا يصل إلى التحقيق فيه.

وأما قوله - عليه السلام -: «والله ما أدري وأنا نبي ما يفعل به» (١)

فليس معناه أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يعلم بمآل عثمان بن مظعون، ولا هل هو من المكرمين في الآخرة أو من المعذبين، فإن هذا من المحال، وإنما معناه أنه - عليه السلام - لا يعلم في حين كلامه مع أم العلاء، وذلك بإثر موت (٢) عثمان بن مظعون ما يفعل به في ذلك الوقت من تفاصيل ما يلقاه الميت بعد مفارقته لجسده: من تسهيل لحاله أو تضييق عليه، وذلك كعذاب القبر مثلا.

فقد قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إن للقبر لضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ»، أو كما قال (٣).


(١) هو طرف من حديث أم العلاء المتقدم قريبا.
وقد قدمت أن رواية البخاري وغيره: يفعل بي.

وعليه فلا حاجة لما ذكر المصنف.
(٢) سقط من (ب).
(٣) رواه شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن صفية عن عائشة. وهذا سند صحيح.
هكذا رواه أصحاب شعبة:
منهم ابن الجعد في مسنده (١٥٤٨).
ووهب بن جرير عند إسحاق بن راهويه (٢/ ٥٣٢).
وعبد الملك بن الصباح عند ابن حبان (٣١١٢). ... =
= وهاشم بن القاسم عند البيهقي في الشعب (١/ ٣٥٨) وشبيب عند الحارث (١/ ٣٧٧).
وخالفهم محمد بن جعفر فرواه عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن انسان عن عائشة. خرجه أحمد (٦/ ٩٨).
فأبهم شيخ نافع، وهذا لا يعارض ما تقدم، فالمبهم هو صفية.
وخالف سعد بن إبراهيم فيه يحيى بن سعيد فرواه عن نافع عن عائشة، خرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١٤١٢).
ويحيى بن سعيد أحفظ من سعد بن إبراهيم، فالحديث حديثه.
ونافع نفى أبو حاتم سماعه من عائشة، لكن حديثه عنها في الصحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>