للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدل على ذلك قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن عثمان بن مظعون: «والله إني لأرجو له الخير»، (أي أرجو له الخير) (١) المطلق من غير أن يكون هنالك تضييق (٢) عليه، وكيف يصح أن يكون - عليه السلام - يشك في الخير اللاحق بعثمان، وهو من المهاجرين الأولين، ثم من أهل بدر وقد أخبر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أهل بدر مغفور لهم.

وينظر (٣) إلى هذا قول الله تعالى لنبيه محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: ٩]، وقد ذكر بعض المفسرين (٤) في


(١) ما بين القوسين سقط من (ب).
(٢) هكذا في (ب)، وفي (أ): يضييق.
(٣) كذا.
(٤) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: نزل بعدها ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
وهكذا قال عكرمة والحسن وقتادة: إنها منسوخة بقوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر.
وقال الضحاك: أي ما أدري بماذا أؤمر وبماذا أنهى بعد هذا. ... =
= وقال أبو بكر الهذلي عن الحسن البصري: أما في الآخرة فمعاذ الله وقد علم أنه في الجنة ولكن قال لا أدري ما يفعل بي ولابكم في الدنيا أخرج كما أخرجت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من قبلي أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي ولا أدري أيخسف بكم أو ترمون بالحجارة.
وهذا هو اختيار ابن جرير (١١/ ٢٧٧) وأنه لا يجوز غيره، واختيار ابن كثير (٤/ ١٥٥) وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>