للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدل على هذا المعنى قوله في آخر الآية: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الأحقاف: ٩] أي: أتبع الوحي وأفعل بحسب ذلك فإنه مالي إلا الإنذار والتبليغ فقط، والله سبحانه هو الفاعل لما يشاء بعد ذلك.

وقد وجدنا لبعض المفسرين (١) أيضا (٢) الإشارة إلى هذا (٣) التأويل الذي ذكرناه في الآية، ولا يصح عندنا فيها سواه.

ولنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: ومن الأحاديث التي احتج بها من توقف (ق.١٢٨.أ) في الأطفال جملة، قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء؟» قيل (٤): أفرأيت يا رسول الله من يموت وهو صغير قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» (٥).


(١) تفسير القرطبي (١٦/ ١٨٦) وابن جرير (١١/ ٢٧٦) ورجحه، وقال ابن كثير (٤/ ١٥٥): ولا شك أن هذا هو اللائق به - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(٢) مكانها في (ب) بعد قولنا هذا.
(٣) ليس في (ب).
(٤) في (ب): قال.
(٥) رواه البخاري (١٢٩٢ - ١٣١٩ - ٤٤٩٧ - ٦٢٢٦) ومسلم (٢٦٥٨) وأبو داود (٤٧١٤) والترمذي (٢١٣٨) وأحمد (٢/ ٢٣٣ - ٢٥٣ - ٢٧٥ - ٢٨٢ - ٣١٥ - ٣٤٦ - ٣٩٣ - ٤١٠ - ٤٨١) ومالك (٥٦٩) وابن حبان (١/ ٣٣٦ - ٣٣٧ - ٣٣٩ - ٣٤٢) والبيهقي (٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣) والحميدي (٢/ ٤٧٣) والطبراني في الأوسط (٤٠٥٠) والطيالسي (٢٣٥٩ - ٢٤٣٣) وأبو يعلى (١١/ ١٩٧ - ٢٨٢ - ٤٧٣) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>