للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كونهم في الجنة أو في المشيئة، وقال: إنما الإجماع في كون أولاد الأنبياء في الجنة خاصة.

وأبو عمر بن عبد البر اضطرب في النقل في هذا الباب فقال عند كلامه على تأويل الفطرة (١): قد أجمع المسلمون من أهل السنة وغيرهم إلا المجبرة على أن أولاد المؤمنين في الجنة.

ثم لما ذكر الأخبار التي احتج بها من قال: إن الأطفال بأجمعهم في المشيئة، قال (٢): بهذه الآثار وما كان مثلها احتج من ذهب إلى الوقوف عن الشهادة لأطفال المسلمين أو (٣) المشركين بجنة أو نار، وإليها ذهب جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث منهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، وهو يشبه ما رسمه مالك في أبواب القدر من الموطأ، وما أورد في ذلك من الأحاديث، وعلى ذلك أكثر أصحابه، وليس عن مالك فيه شيء منصوص، إلا أن المتأخرين من أصحابه ذهبوا إلى أن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال المشركين خاصة في المشيئة لآثار وردت في ذلك.

هذا كله ذكره في باب أبي الزناد من التمهيد.


(١) (١٨/ ٩٠).
(٢) التمهيد (١٨/ ١١١ - ١١٢).
(٣) في (ب): و.

<<  <  ج: ص:  >  >>