للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقصودة، فكانت الإشارة إليها، وهذا أولى ما حمل عليه هذا الحديث لمعارضة الآثار له. انتهى كلامه.

وفيه اعتراض، لأنه يلزم في سائر الأطفال ما يلزم في تلك العين المقصودة، إذ هي لم تبلغ الحلم كما في الحديث، ومن لم يبلغ الحلم فبأي شيء يستحق النار؟ بل ينبغي أن يرد هذا الخبر بكونه معارضا لنص القرآن، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: ٨ .. ٩] فأخبر سبحانه بأن الموءودة لا ذنب لها، وإذا لم يكن لها ذنب فلا تدخل النار أصلا، إذ لا يدخل النار إلا الكفار والمذنبون.

وأيضا فالحديث إذا (ق.١٣٠.أ) فرضنا صحته هو من أخبار الآحاد وليس ما نحن فيه من باب العمل.

واحتجوا أيضا بحديث عائشة (رضي الله عنها) (١) قالت: سألت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ولدان المسلمين أين هم؟، قال: «في الجنة يا عائشة»، قالت: وسألته عن ولدان المشركين أين هم يوم القيامة؟، قال: «في النار». فقلت مجيبة له: يا رسول الله لم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام، قال: «ربك أعلم بما كانوا عاملين، والذي نفسي بيده لئن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار» (٢).


(١) من (ب).
(٢) رواه أحمد (٦/ ٢٠٨) وابن الجعد (٤٣٦) والطيالسي (١٥٧٦) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن بهية عن عائشة. ... =
= قال الحافظ في الفتح (٣/ ٢٤٦): وهو حديث ضعيف جدا، لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية، وهو متروك.
وقال ابن القيم في حاشية السنن (١٢/ ٣١٦): واه يعرف به واه، وهو أبو عقيل.
ونحوه عن خديجة، خرجه أبو يعلى (١٢/ ٥٠٥) والطبراني في الكبير (٢٣/ ١٦).
ونقل ابن القيم (١٢/ ٣٢١) عن ابن تيمية أنه حكم بوضعه.
ثم وقفت على كلام ابن تيمية في منهاج السنة (٤/ ٣٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>