للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الدليل على ما قلناه في تأويل الفطرة الآية التي استدل بها أبو هريرة إذ قال: "واقرأوا إن شئتم: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: ٣٠] " (١)، فإنه - رضي الله عنه - ساقها حجة له عند السامعين وتصديقا لرواية ما رواه عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ كان معنى ما سمعه منه - عليه السلام - في قوله: «كل مولود يولد على الفطرة»، موجودا في الكتاب العزيز لإخبار الله تعالى أنه فطر الناس على (ق.١٣٤.ب) الفطرة التي ذكرها.


(١) هو طرف من حديث كل مولود يولد على الفطرة، وقد تقدم، وقد خرجه هكذا مسلم (٢٦٥٨) وأحمد (٢/ ٢٧٥) وابن حبان (١/ ٣٣٩) والبيهقي (٦/ ٢٠٢) عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة.
وقد قال ابن حجر في الفتح عن زيادة "واقرأوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها" (٣/ ٢٤٩): وظاهره أنه من الحديث المرفوع، وليس كذلك بل هو من كلام أبي هريرة أدرج في الخبر، بينه مسلم من طريق الزبيدي عن الزهري، ولفظه: ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>