للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله - عليه السلام -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (١)، هو (٢) عام أيضا لجميعهم فإنه ذكر الأمير وجعله راعيا لرعيته، وذكر الرجل وجعله راعيا لأهل بيته، وذكر المرأة وجعلها راعية لأهل بيت زوجها، وذكر العبد وجعله راعيا لمال سيده، ثم أعاد آخرا قوله: «فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، على وجه التخويف للأمة لتحاسب أنفسها في الدنيا على هذه الرعاية وتفعل فيها ما يجب عليها.

وأما أشعار العرب، فأولاها بالذكر قول لبيد بن ربيعة:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

وكان لبيد قد أنشده قريشا بعد ظهور الإسلام بمكة، وهو إذ ذاك مشرك، فلما قال:" ألا كل شيء ما خلا الله باطل".

قال له عثمان بن مظعون: صدقت.

فقال: " وكل نعيم لا محالة زائل".

قال (٣) له عثمان: "كذبت (٤) , نعيم الجنة لا يزول".


(١) رواه البخاري (٨٥٣ - ٢٢٧٨ - ٢٤١٦ - ٢٤١٩ - ٢٦٠٠ - ٤٨٩٢ - ٤٩٠٤ - ٦٧١٩) ومسلم (١٨٢٩) وأبو داود (٢٩٢٨) والترمذي (١٧٠٥) وأحمد (٢/ ٥ - ٥٤ - ١١١ - ١٢١) وابن الجارود (١٠٩٤) وابن حبان (٤٤٨٩ - ٤٤٩٠ - ٤٤٩١) وأبو عوانة (٤/ ٣٨٢ - ٣٨٣ - ٣٨٤ - ٣٨٥) والبيهقي (٦/ ٢٨٧ - ٢٩١ - ٨/ ١٦٠) والطبراني في الكبير (٥/ ٣٢) والأوسط (٤٢٥٥ - ٦٨٨٠) وأبو يعلى (١٠/ ١٩٩) عن ابن عمر.
(٢) في (ب): فهو.
(٣) في (ب): فقال.
(٤) ليس في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>