وقد تقدم أن ابن سلام ذكر في تفسيره حديث أنس كذلك، ونحن إنما كان غرضنا أن نثبت أن أولاد المشركين لا يدخلون النار، وإذا لم يدخلوا النار، فهم في الجنة، وإذا ثبت لنا أنهم في الجنة فلا نبالي كيف كانوا فيها، هل يكونون خدم أهلها أم لا، فإن صحت الأخبار بكونهم خدم أهلها فهم كذلك، ولا يبعد أن يكونوا هم الولدان الذين ذكر الله تعالى في القرآن في قوله:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}[الإنسان: ١٩].
قال بعض أهل التفسير (١)، معنى مخلدين أي: لا يموتون ولا يتغيرون (ق.١٤٣.ب) عن ذلك السن بل يبقون شبابا على ما كانوا عليه، تقول العرب للرجل إذا كبر وثبت سواد شعره إنه لمخلد.
وفي موضع آخر من القرآن:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ}[الطور: ٢٤]، ويشبه أن يكون الغلمان والولدان هم جميع الأطفال من أولاد المشركين وغيرهم، والله أعلم.