وإلى هذا الموضع انتهى بنا القول في حكم جميع الأطفال والصبيان في الآخرة، ونرجو أنا قد أتينا في المآخذ التي أخذناها في ذلك، والمسالك التي سلكناها بما فيه الغنية والكفاية، ولعله لا يوجد بجملته في غير هذا الموضع.
وينبغي أن نضيف إلى الكلام الذي أودعناه من هذا المعنى في الفصول المتقدمة ما قررناه في القسم الرابع من أهل الفترة، فبه تتحقق المسألة وتكمل الفائدة:
وذلك حيث تكلمنا على القسم المذكور، وقلنا: إنه ينعطف على كل من ليس بمكلف، وهم أصناف أربعة: أهل هذا القسم ومن لم تبلغه الدعوة، والمجانين، والصبيان، إذ الحكم فيهم واحد.
ثم قلنا: إنه لابد من حشرهم كما يحشر جميع ولد آدم، وإذا حشروا فلا يخلو حالهم من أحد أمرين:
- إما أن يكونوا بعد استقرار أهل الجنة في الجنة واستقرار أهل النار في النار مع أهل الجنة.
- أو مع أهل النار.
إذ لا موضع في الآخرة لاستقرار الخلق سوى الجنة والنار.
وكونهم في النار لا تقتضيه قواعد الشرع، فإن النار لا تدخل على وجه الخلود إلا جزاء على الكفر والتكذيب، ولا يصح أن يوجد