فإن القسم الرابع من أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة ليس عندهم بما يكذبون أصلا لعدم النذارة فيهم، والمجانين والصبيان ليس عندهم عقل يفهمون به لا تكذيبا ولا تصديقا، فقد سقط عن جملتهم الخطاب.
وإذا سقط عنهم الخطاب فلا يصح تعذيبهم، لأن الحجة لم تقم عليهم، وإذا ثبت أنهم لا يعذبون صح أنهم لا يدخلون النار إذ هي محل العذاب، وإذا لم يدخلوا النار، ولا دار بعدها إلا الجنة صح أنهم يدخلون الجنة لا محالة، وما ذلك إلا بالتفضل المحض والجود الصرف من صاحب الطول والفضل لا إله إلا (ق.١٤٤.أ) هو العزيز الحكيم.
وبهذا الذي نقلناه هاهنا مما قد بسطناه في باب القسم الرابع من أهل الفترة فرغ الكلام على القسم الأول من القسمين المستدركين.
فلنشرع في ذكر القسم الثاني، فنقول، والله الموفق للصواب: