للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسراة وكان لي نجي من الجن إذ أتاني ليلا وأنا كالنائم فركلني برجله ثم قال: قم يا سواد فقد ظهر بتهامة نبي يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

وذكر أنه أتاه ثلاث ليال يقول له ذلك في كل ليلة منها، وينشده أبياتا.

فلما أسلم سواد وبايع النبي - عليه السلام - أنشأ يقول:

أتاني نجي بعد هَدء ورقدة ... ولم يك فيما قد عهدت بكاذب

ثلاثَ ليال قوله كل ليلة ... أتاك رسول من لؤي بن غالب

في أبيات ذكر فيها إسلامه وتوجهه إلى النبي - عليه السلام -.

وذكر ابن عبد البر هذه الحكاية والأبيات عن سواد بن قارب في كتاب الصحابة (١)، وقد روت عائشة عن النبي - عليه السلام - (كما) (٢) في الصحيح قال: «الملائكة تحدث في العَنان، والعنان الغمام، بالأمر يكون في الأرض فتستمع (٣) الشياطين الكلمة فتقرها في آذان الكهنة كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة» (٤).

فأخبر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الشياطين يلقون إلى الكهان ما يسمعونه من الملائكة وإن كانوا يزيدون فيه.


(١) الاستيعاب (٢/ ٦٧٤).
(٢) مابين القوسين كتب في هامش (أ)، وبه بتر، وأتممته اعتمادا على السياق وما بقي من رسمه، ولا شيء في (ب).
(٣) في (ب): فنسمع.
(٤) رواه البخاري (٣١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>