للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذلك تصديق لما تقدم في أن للكهان أصحابا من الجن يأخذون عنهم.

وذكر النحاس أيضا أن الجن كانوا يقولون الشعر على ألسنة شعراء العرب، وروى في ذلك حكايات فيها تسمية أشخاص من الجن، منها أن لافظ بن لاحظ منهم هو صاحب امرئ القيس، وهادر بن ماهر هو صاحب النابغة، ومسحل بن جندل صاحب الأعشى، وهنيد بن الصلادم صاحب عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم.

ثم قال: وفي مصداق ما ذكرنا من قول الجن الأشعار على ألسن العرب قول الأعشى:

فما كنت قوالا ولكن حسبتني ... إذا مسحل سدى لي القول أعلق

شريكان فيما بيننا من هوادة ... صفيان (١) إنسي وجن موفق

يقول فلا أعيى بشيء يقوله ... كفاني لا عي ولا هو أخرق

(ق.١٤٦.أ) وهذا الذي قاله النحاس واستشهد عليه بقول الأعشى لا يبعد أن يكون، فإنه كما يمكن أن يلقي الجن إلى الكهان ما يريدون فكذلك يمكن أن يلقوا إلى الشعراء ما يلقون، إذ يحتمل أن يكون فيهم أيضا شعراء.

وقد روت الرواة أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما قُتل رثته الجن فقالت:


(١) في النسختين: صنيفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>