للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى جابر بن عبد الله أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال - عليه السلام -: «لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: ٢٣]، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد» (١).

وهذا يدل على ذكاء الجن وفطنتهم، ومعرفتهم بمواقع الخطاب.

وقوله في هذه السورة: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} [الرحمن: ٣١] وعيد للجن والإنس المكلفين العمل بالشريعة.

وقال قتادة: معناه فراغ الدنيا وانقضاؤها ومجيء الآخرة والجزاء فيها، والله تعالى لا يشغله شيء عن شيء (٢).


(١) خرجه الترمذي (٣٢٩١) من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر.
وسنده ضعيف، الوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعن، وزهير بن محمد متكلم فيه، وخصوصا في رواية أهل الشام عنه. وهذه منها، فالوليد دمشقي.
(٢) وقال البخاري في الصحيح: سنفرغ لكم: سنحاسبكم، لا يثقله شيء عن شيء.
قال الحافظ في شرحه (٨/ ٦٢٣): هو كلام أبي عبيدة أخرجه ابن المنذر من طريقه، وأخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هو وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل، وهو معروف في كلام العرب يقال: لأتفرغن لك وما به شغل، كأنه يقول لآخذنك على غرة.
وانظر تفسير ابن جرير (١١/ ٥٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>