للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك، وإنما تكلم على ظاهر القرآن في قوله: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} [الجن: ١]، وخفي (١) عليه - رضي الله عنه - ما تضمن قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: ٢٩] من الدعوة إلى الله والإيمان به ومعرفة الجن بالمغفرة المترتبة عليه حسبما قررناه (٢).

وفي ذلك دليل على أنهم لم يؤمنوا حتى دعوا، فلما دعوا أجابوا داعي الله وءامنوا به، ولا يبعد أن يكون السبب لهم في ذلك ما قاله ابن عباس من كون إبليس يقول لهم: اضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فلما سمعوا القرآن كان ذلك قائدا إلى هدايتهم إلى الإسلام.

على أن قوله: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: ٢٩] فيه ما يدل على أنهم مقهورون في استماع القرآن.

وحديث ابن مسعود أولى من حديث ابن عباس من وجهين:

أحدهما: إن ابن مسعود كان تلك الليلة في أولها مع النبي - عليه السلام -، وأحس هو ومن كان معه من الصحابة بفقده حتى خافوا عليه.


(١) سقط من (ب).
(٢) في (ب): قرأناه، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>