للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استوت حسناته وسيئاته فهو موقوف مع أهل الأعراف ومآله إلى الجنة.

ومن رجحت (١) سيئاته على حسناته انقسم جنسه إلى من يعفو الله عنه ابتداءا، فلا تكون عليه عقوبة، وإلى من يقتص منه في النار، ثم يخرج منها بعد القصاص إلى الجنة.

والدليل على هذا أن النبي - عليه السلام - مبعوث إلى الثقلين، وهما مأموران باتباعه والعمل بشريعته، ولهما على ذلك الجزاء بالثواب والعقاب.

وقد صحت النصوص بما قلناه في حق الإنس فلزم أن يكون مثل ذلك في حق الجن، إذ لا فرق بينهما، ونعني بالجن المكلفين منهم، ولا نبعد أن يكون فيهم مجانين لا يلزمهم التكليف، وأطفال يموتون صغارا، فإن كانوا فيهم فحكمهم حكم مجانين الإنس وصبيانهم ولا فرق.

وقد قال بعض المفسرين: في الجن يهود ونصارى ومجوس وعبدة أوثان (٢)، ونحن لا نثبت ذلك ولا ننفيه.

فإن صح هذا القول لزمهم من بلوغ الدعوة ما لزم بني آدم وترتب عليهم بعد بلوغها من العقوبة إذا لم يؤمنوا ما ترتب على بني آدم، وقد نص الله تعالى في كتابه العزيز على عقوبتهم بالنار فقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: ١١٩].


(١) في (ب): ترجحت.
(٢) راجع تفسير الطبري (٢٩/ ١١٢) والقرطبي (١٩/ ١٥) عند تفسير قوله تعالى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً} [الجن: ١١].

<<  <  ج: ص:  >  >>