للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنها عيسى بأنه: {رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُل} [المائدة: ٧٥].

- الثاني: إنا لو فرضنا أن الآية إنما تناولت الأنبياء فقط للزم أن تكون خاصة بهم، وهم بعض من أنعم الله عليهم وذكرهم في آية النساء، فإنه تعالى جعلهم فيها صنفا ممن أنعم عليهم، فكانت آية النساء من حيث هي عامة أولى بتفسير قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: ٧].

فإن هذه الآية يدل مساقها على أنه لم يقصد بها الأنبياء فقط، لأنه تعالى لو قصد بها الأنبياء لاستثنى غيرهم من الناس جملة وهو سبحانه لم يستثن إلا المغضوب عليهم والضالين وهم الذين غير ( ... ) (١) أهل الكتابين، فاستثناؤهم يدل على أن من عداهم من أهل الكتابين من ( ... ) (٢) وعيسى عليهما السلام في حياته أو من كان على دينهما بعد ذلك ممن لم يغير، داخل فيمن أنعم عليهم.

ومما يدل على ذلك قول الله تعالى: {مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: ١١٣ ١١٤].

فقد أخبر الله تعالى أن من أهل الكتاب أمة هي بهذه الأوصاف الجميلة، ثم ذكر آخر ذلك أنهم من الصالحين. والصالحون من جملة من أنعم عليهم.


(١) بياض في (أ) بمقدار كلمتين، وبتر في (ب).
(٢) بياض في (أ) بمقدار كلمتين، وبتر في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>