للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان هذا في أهل الكتاب فكذلك غيرهم ممن آمنوا بالأنبياء (١) المتقدمين إذا كانوا من أحد الأصناف المذكورين في آية النساء يلزم أن يكونوا داخلين تحت قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: ٧].

الثالث: إن قوله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ} [مريم: ٥٨] إذا كان راجعا على الأنبياء المذكورين في السورة فليس فيه إلا الإخبار بأن الله تعالى أنعم عليهم فقط.

وأما آية النساء فإن الإخبار فيها إنما هو عن حكم من أطاع الله ورسوله فإنه تعالى قال: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩].

فأخبر تعالى أن من أطاع الله والرسول الذي هو محمد - عليه السلام - فهو مع الذين أنعم عليهم من هؤلاء الأصناف، وذلك هو معنى قوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: ٦] لأن سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم والرغبة إلى الله (تعالى) (٢) في الثبات عليها هو نفس الطاعة لله تعالى ولرسوله.

فإن العبد إذا هدي إلى الصراط المستقيم فقد هدي إلى الطاعة (٣) التي يستوجب بها أن يكون مع الذين أنعم الله عليهم فظهر بما قلناه أن آية النساء أمس بتفسير ما في سورة الحمد من الآية التي في سورة مريم.


(١) من (والضالون) الموجود في أوائل (١١.ب) إلى هنا ساقط من النسخة (ب).
(٢) من (ب).
(٣) من ولرسوله إلى هنا سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>