للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصح بهذا معنى قول رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إنه لا ينجي أحدا عمله، فقيل له: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته» (١). أو كما قال - عليه السلام -.

فإن قيل: فقد يجازَون بما فضل لهم من الشر على ما مع كل امرئ منهم من الخير، ويسقط لكل واحد منهم مما عمل من المعاصي ما قابل ما معه من الخير، فلا شك في أنه قد سقط كل خير عمل من تصديق ومن سائر الأعمال، كما سقط ما قابل ذلك الخير من معاصيه، فكيف تراعى له المقادير المذكورة من مثقال برة وشعيرة وخردلة وغير ذلك؟.

قلنا وبالله تعالى التوفيق: إنه بقي له أنه قد عمل خيرا فتفضل الله عز وجل عليهم بأن جعلهم عملوا خيرا، وبأنهم تفاضلوا فيما عملوا من الخير سببا إلى قبول الشفاعة فيهم، وإلى تقدمهم في إخراجهم من النار على مراتب ما كان لكل واحد منهم من عمل الخير جملة فقط، وأخَّر (٢) تعالى من لم يعمل خيرا قط غير التصديق بدين الإسلام والنطق به مرة فقط، فلم يجعل له حظا في


(١) رواه البخاري (٥٣٤٩ - ٦٠٩٨) ومسلم (٢٨١٦) وابن ماجه (٤٢٠١) وأحمد (٢/ ٢٣٥ - ٢٥٦ - ٢٦٤ - ٣١٩ - ٣٢٦ وغيرها) وابن حبان (٣٤٨ - ٦٦٠) والبيهقي (٣/ ١٨ - ٣٧٧) والطيالسي (٢٩٢٢) والطبراني في الأوسط (٢٢٩٤ - ٨٠٠٤) وأبو يعلى (١٧٧٥ - ٣٩٨٥ - ٦٢٤٣ - ٦٥٩٤) وغيرهم عن أبي هريرة.
وفي الباب عن عائشة وجابر.
(٢) في (ب): وأخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>