وراء العاطفة، أو الرغبة في مجاملة المسلمين والتقرب إليهم، كما فعلوا مع "توماس أرنولد" حين أنصف المسلمين في كتابه العظيم "الدعوة إلى الإسلام"، فقد برهن فيه على تسامح المسلمين في جميع العصور مع مخالفيهم في الدين، على عكس مخالفيهم معهم. هذا الكتاب الذي يعتبر من أدق وأوثق المراجع في تاريخ التسامح الديني في الإسلام، يطعن فيه المستشرقون المتعصبون بأن مؤلفه كان مندفعاً بعاطفة قوية من الحب والعطف على المسلمين، مع أنه لم يذكر حادثة إلا أرجعها إلى مصدرها.
ومن هؤلاء من يؤدي به البحث الخالص لوجه الحق إلى اعتناق الإسلام والدفاع عنه في أوساط أقوامهم الغربيين، كما فعل المستشرق الفرنسي الفنان "دينيه" الذي عاش في الجزائر فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه، وتسمى باسم ناصر الدين دينيه" وألف مع عالم جزائري كتاباً عن سيرة الرسول، وله كتاب "أشعة خاصة بنور الإسلام" بيَّن فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله، وقد توفي هذا المستشرق المسلم في فرنسا، ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن فيها.
ومنهم أيضاً المستشرق "عبد الكريم جرمانوس" وهو عالم مجري اعتنق الإسلام في الهند، ولد سنة (١٨٨٥) وتوفي سنة (١٩٧٩م) وكان يتمنى أن يعيش مائة عام، لأن اللغة العربية في رأيه تحتاج إلى مائة سنة لفهمها. كان عضواً في المجمع اللغوي في القاهرة. أحب الإسلام واللغة العربية وخدمهما. ألف أكثر من مائة وخمسين كتاباً عن الإسلام، منها: