العقيدة الإسلامية بالدار الآخرة , وما فيها من جنة ونار ونعيم وعذاب ماديين , مع أن أصول الشرائع الربانية الصحيحة كلها متفقة على هذه الحقيقة التي جاءت في الإسلام , وأوضح تفصيلاتها القرآن العظيم , وأما التحريفات الدخيلة على الأديان الأخرى فهي أوضاع إنسانية لا يحتج بها على الأخبار الربانية , وهي مرفوضة أصلاً وفرعاً.
٦-عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر , وترتبط خطة هجوم أعداء الإسلام على هذه العقيدة بهجومهم على الإيمان بالله وبصفاته , لأن القضاء والقدر مظهران من مظاهر صفات الخالق جلا وعلا.
ويحاول الأعداء الغزاة أن يشوهوا صورة العقيدة الإسلامية المتعلقة بهذا الركن من أركان الإيمان , إذ يجعلونها على الصورة الجبرية التي يزعمها الجبريون , ويغالطون المسلمين في ذلك , ويخفون عنهم لدى توجيه دسائسهم الصورة النقية الرائعة , التي يعتقدها معظم المسلمين , والتي تدل عليها نصوص الإسلام المختلفة , وهي الصورة المثالية التي توضح أن الإنسان مسؤول عن جميع أعماله وتصرفاته الإرادية , وأنه كاسب لها بإرادته الحرة , وتوضح أن الله تعالى بيده الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير.
٧- أركان الإسلام الكبرى , كالصلاة , والزكاة , والصيام , والحج , ولواحقها , كالجهاد في سبيل الله , ونظام الحكم في الإسلام , ونظام كسب المال وإنفاقه , وأحكام الأحوال الشخصية التي يعتمد عليها بناء الأسرة , إلى غير ذلك من تعاليم الإسلام وأحكامه في الحلال والحرام.
وهكذا يحاول الأعداء الغزاة أن يركزوا هجومهم على أصول الإسلام وأركانه وفروعه , لفصل المسلمين عنه فصلاً كلياً , ولما كانت العقائد والتعاليم والأحكام الإسلامية من الصلابة والمتانة ومطابقة الحق وثباتها في نفوس المؤمنين بمنزلة لا تعادلها أية نظريات أخرى , استطاعت أن تصمد لكل محاولات الهدم الظالمة الآثمة , التي يوجهها الأعداء الغزاة ضدها.