ومنها ما يكون على وجه النصيحة والرغبة بمساعدة المسلمين على التقدم والرقي , إلى غير ذلك من صور.
وكل دارس لتاريخ المسلمين المعاصر يلاحظ أن أعداء الإسلام الغزاة قد عملوا على الفصل بين المسلمين وبين العناصر التالية من إسلامهم:
العنصر الأول: الجهاد في سبيل الله , لأن هذا الركن التشريعي في الإسلام يمثل القوة الهائلة لصيانة المسلمين من أعدائهم , واستغلالهم لهم , واحتلالهم أرضهم , ويمثل القوة الهائلة أيضاً لإزاحة العقبات من طرق انتشار الإسلام بين مختلف الأمم والشعوب في طول الأرض وعرضها , وللمحافظة عليه من التخلخل والضعف داخل الأمم والشعوب الإسلامية.
العنصر الثاني: نظام الحكم في الإسلام , ويلح الأعداء الغزاة على اتخاذ الوسائل المختلفة الكثيرة للفصل بين هذا النظام وبين المسلمين , لأنه يمثل الدرع الواقي , الذي يمنع تسرب أعداء الإسلام أو أجرائهم إلى سدة حكم المسلمين.
العنصر الثالث: نظام المال في الإسلام , ويلح الأعداء الغزاة أيضاً على اتخاذ الخطوات الجبارة لإحداث الفصل بين هذا النظام وبين المسلمين , لأنه متى طبق على صورته الصحيحة وعلى الوجه الأتم , ورافقت تطبيقه خشية الله ومراقبته الدائمة أعطى الثمرات التاليات:
١- تخفيف الفوارق الفاحشة في التملك المالي , الأمر الذي يؤدي إلى توزيع ثروات البلاد توزيعاً يحقق الكفاية للجميع , ويحقق الرفاه للنسبة العظمى من جماهير الأمة , وهذه الثمرة تسيء إلى مطامع أعداء الإسلام , أما الشرقيون منهم فيجدونها درعاً يقي المسلمين من تسرب مذاهبهم الاقتصادية الملحدة إلى صفوفهم , وهي المذاهب التي تمثل طلائع الجيش الشرقي الطامع بغزو البلاد الإسلامية , وأما الغربيون فيجدونها أيضاً درعاً بقي المسلمين من تكالب مطامع كل الطامعين باستغلال خيراتهم وابتزاز أموالهم , وهم يريدون شعوباً تفتح كل خزائنها لهم حتى يرضوا مطامعهم بسلبها.