٢- الازدهار الاقتصادي الذي يعتمد على حشد مختلف طاقات الأمة في العمل والإنتاج والاستثمار , وهذه الثمرة لا ترضي أيضاً مطامع أعداء الإسلام , الذين يريدون استغلال هذه الطاقات لأنفسهم , كما لا ترضيهم من وجه آخر , وهو أن الازدهار الاقتصادي أحد سبل القوة التي تتمتع بها الشعوب , والأعداء الغزاة يحرصون على أن تظل الشعوب الإسلامية بعيدة عن كل سبيلٍ من سبل القوة.
٣- إبراز المجتمع الإسلامي بواقع اقتصادي محبب جذاب , يقدم للناس أفضل صورة تطبيقية حيةٍ لنظامٍ تامٍ , يحقق للناس الكفاية والرفاهية والتعاون , الأمر الذي يفتح للإسلام ولأنظمته الربانية طرق التوسع والانتشار , وضرورة انجذاب الشعوب وتقبلها لكل صالح ونافع فيه الخير والسعادة , وذلك متى شهدت له صورة تطبيقية حية , تدعمها قوة مادية , وهذه الثمرة تسوء أيضاً أعداء الإسلام الذين يعملون جهدهم لإلغائه ومحوه من الوجود وتنفير الناس عنه.
العنصر الرابع: التعليم الديني الصحيح لأبناء المسلمين وبناتهم , ويتخذ الأعداء الغزاة الخطوات الجبارة لإحداث الفصل بين الشعوب المسلمة وبين تعلم العلوم الإسلامية المختلفة تعلماً صحيحاً مقروناً باطلاع واسع على الثقافات المعاصرة , لأن دراسة هذه العلوم على الطريقة المثلى تشكل في نفوس المسلمين منطقاً ثقافياً واعياً , لديه ما يكفي من قوة المحاكمة للأمور , وقوة الحجة , وقوة الجدل والدفاع , وقوة تجلية الحق وإبرازه بالتعبير المؤثر الجذاب , كما أنها تمثل قوة الحماية لعقول المسلمين وقلوبهم من أن تتسرب إليها الدسائس الفكرية , التي يحاول الأعداء الغزاة إقناعهم بها , وتمثل أيضاً قوة التوعية الدائمة والتحذير من مكايد أعداء الإسلام والمسلمين على اختلاف اتجاهاتهم وأغراضهم.
وكل واحد من هذه الأمور يغيظ أعداء الإسلام الذين يعملون ويكدحون لهدمه , ويعملون ويكدحون لابتزاز خيرات المسلمين وتسخير طاقاتهم واستعبادها.