الواجبة , ومن يتحمل مسؤوليتها , ومن يستفيد منها , ويلحق بذلك أحكام المواريث.
ويحاول الأعداء الغزاة أن يحلوا محل أحكام الإسلام المتعلقة بالأحوال الشخصية فوضويات مختلفة , وقوانين فاسدة أو ناقصة من أوضاع الناس , بغية خلخلة بناء الأسرة الإسلامية , وإحداث الفصل الجزئي بين المسلمين والإسلام , تمهيداً لإحداث الفصل الكلي بينهم وبينه.
إنه متى فقدت الأسرة المسلمة نظامها المحكم القائم على التعاليم الإسلامية انحلت روابطها , وانتزعت منها روح التعاطف والمودة والثقة المتبادلة , ونمت الأنانية الفردية , وشعر كل فرد بأن مسؤولياته نحو أفراد أسرته أعباء لا موجب لها , وتمسي علاقات الأسرة إذا وجدت علاقات مادية صرفة قائمة على أسس تبادل المصالح والمنافع , كالأسس التي تقوم عليها التجارة , والمعاملات الاقتصادية الأخرى , وهذا ما وصلت إليه الأسرة الأوربية التي أخذت في طريق الانحدار , مستهينة بتقاليدها وأنظمتها الموروثة , المستقاة أصولها من بقايا التعاليم الدينية القديمة.
وحينما يفقد عقد الزواج قدسيته وأحكامه الربانية , وتقوم الارتباطات الأسرية على اتفاقات فوضوية , تتحكم بكل من الرجل والمرأة أهواؤهما ونزواتهما العارضة التي ينحل بها الارتباط , ليقوم مقامه صفقة ارتباط آخر , ثم تنشأ مشكلة المسؤولية نحو الأولاد إذا وجدوا , وعندها تتوارد مشكلات اجتماعية كثيرة , تستدعي إنشاء دور اللقطاء , وملاجئ المشردين الذين لا أسر لهم , ويكثر أطباء الإجهاض الذين يقتلون الأجنة , ويتفشى في الفتيات تعاطي حبوب منع الحمل , وتتفشى في الناس الأمراض الخطيرة , التي تمثل العقاب الإلهي للفوضى الجنسية.
وحينما تفقد أعضاء الأسرة ضوابط العفة التي أمرت بها الشرائع الربانية كلها , تمسي العلاقات قائمة على أساس فقد الثقة , ومع فقد الثقة يذبل الشعور بالمسؤولية نحو الأولاد , والشعور بالعطف والمودة نحوهم ونحو التي أنجبتهم , ومع هذه الخاطرات النفسية القلقة تنمو الأنانية الذاتية وتفقد الأسرة