المجالات العلمية المادية النافعة، التي تعتبر أساساً للتقدم الصحيح، لا سيما ما يتعلق منها بعلوم الطاقة وبتطبيقاتها في مجالات القوة.
والثمن الذي يفرض على طالبي العلم والتقدم إما أن يقدمه الأفراد وإما أن يقدمه حكام البلاد. والذين يمعنون النظر في عدسات البحث والمتابعة، التي تطوف مناظيرها في أرجاء العالم، يشاهدون كم عانى ويعاني أبناء مسلمي البلاد الواقعة تحت تأثير الأعداء الغزاة، من خطط احتكار العلم، وحرمانهم من نعمته، وإبقائهم في دركات الجهل، ما لم يجندوا أنفسهم في كتائب الاستعمار، أو كتائب الإلحاد أو كتائب التبشير. أما المجندون في هذه الكتائب بحكم الوراثة فتفتح لهم أبواب العلم، وتُمد لهم المعونات، وتُمهد لهم السبل، وتهيأ لهم أفضل الشروط لاستكمال دراساتهم العالية، وتقدم إليهم المنحات والبعثات الدراسية المختلفة.
وقد يصارع بعض أبناء المسلمين، فيشق بكفاحه وجهده الشخصي طريقه لتحصيل العلوم الملائمة لميوله النفسية واستعداداته الفطرية، وقد يستطيع تخطي العقبات الكثيرة، حتى إذا ظفر ببعض الاختصاصات العالية النادرة ظهرت أمامه عقبات الحياة العملية، التي تهدف إلى حجبه عن مراكز التعليم والتوجيه والإدارة والإنتاج، وهنا يظهر في وجهه تواطؤٌ رهيبٌ من قبل الأجهزة المعادية للإسلام السافرة أو المقنعة، على إغلاق كل باب في وجهه يمكن أن يعبر منه إلى خدمة صحيحة لأمته الإسلامية، ضمن إطار اختصاصه، حتى إذا بدأت تنكشف لجماهير المسلمين الدلائل التي نثبت أنه يُحارب وتوصد في وجهه الأبواب لكونه من المسلمين الملتزمين بإسلامهم، وخشيت الأجهزة المقنعة الفضيحة التي تستتبع يقظة المسلمين العامة توجهت نحوه المغريات المادية، ثم قُذف به إلى عمل بعيد كل البعد عن اختصاصه، بغية قتل ما حصَّله من علم خلال سنين عديدة في أعمالٍ يستطيع القيام بها أقل الذين يحسنون صنعة القراءة والكتابة، وبغية إبعاده عما ينفع أمته الإسلامية، أو يخدم راسلتها الفكرية والتطبيقية، وربما رافق ذلك إغراءات كثيرة من قبل دول أجنبية تدعوه للهجرة إليها، والعمل عندها بمرتبات ضخمة، كيما تستثمر اختصاصه وتضيفه