إلى ثرواتها العلمية، وتحرم أمته الإسلامية منه، أما عواطفه نحو أمته فقد ذبحها الأجراء الذين ينفذون مخططات أعداء الإسلام الرامية إلى عرقلة سبيل تقدم المسلمين، وأما مطامعه الشخصية فقد أرضاها سادتهم الذين خططوا لهم، واستخدموهم في التنفيذ.
وحينما كسرت بعض الشعوب المسلمة الحصار بكفاحها المتواصل، ويقظة بعض أبنائها، أخذت الأجهزة التي تضمر لهم العداء تحاول أن تمكر بهم، وتفسد خطتهم التعليمية، وتحول مجرى مسيرتهم عن الطريق السوي الذي يوصلها إلى التقدم المادي الصحيح، وقد ظهرت محاولات هذا المكر الرامي إلى حرمان المسلمين من العلوم العلمية، وحجبها عنهم بأشكال متنوعة، ووسائل شتى، منها ما يلي:
أولاً: شَغْل أبناء المسلمين بالعلوم النظرية البحت، البعيدة عن المجالات التطبيقة النافعة، المتصلة بالمنجزات العلمية ذات الأثر المادي، والمبتكرات الصناعية الحديثة، وذلك بالإيعاز لأجرائهم أن يشحنوا المناهج الدراسية بالبحوث النظرية البحت، لقتل طاقاتهم الفكرية بها، وصرفهم عن الأشياء العلمية، والعلوم التي يمكن استثمارها في التقدم الصناعي، وفي مسايرة منجزات العصر التي تتطور بسرعة فائقة.
ثانياً: شغل أبناء المسلمين بالفلسفات الفكرية المتناقضة المتعارضة، وغمسهم في صراع المبادئ الاجتماعية، بغية قتل طاقاتهم الفكرية والجسدية بها.
ثالثاً: شغل أبناء المسلمين بحشد من التفاهات التعبيرية التي يسمونها أدبا، دون أن يكون لها ثمرة تربوية قويمة، أو خلقية كريمة، أو فكرية تضيف علماً، أو نفسية تنمي ذوقاً، أو تسمو بوجدان.
رابعاً: إدخال فنون التمثيل والرقص والغناء والتصوير والنحت في قائمة العلوم التي يتوقف ارتقاء الأمم وتقدمها عليها، بغية امتصاص طاقات المعرفة في هذه المجالات وصرفها عن العلوم العلمية النافعة.
وبهذه الركامات غير المثمرة التي يملؤون بها فراغ طالبي المعارف والعلم