عقيدتها فالإسلام كما تدَّعي، وأما سلوكها فعلى مناهج الكفر كما تطبق، هذا ازدواج في الشخصية لا تثبت عليه أمة أكثر من جيل واحد، إذ يأتي الجيل الجديد فيأخذ السلوك المطبق، ويختار له عقيدة تلائمه، وعندئذ يتم التحويل الكامل إلى الكفر. وتنسلخ الشخصية الإسلامية انسلاخاً تاماً، ويتحقق بذلك المسخ المعنوي.
الوسيلة الثانية: تسخير وتشجيع فئات تدخل في المفاهيم الإسلامية أغاليط وأكاذيب وتلفيقات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان، وتعمل على تشويه حقائق الإسلام الناصعة، وذلك لطعن الإسلام بها من جهة، ولإبعاد الأجيال الناشئة عنه تذرعاً بهذه التشويهات الدخيلة عليه والغريبة عنه.
وقد رأينا ونرى باستمرار أعداء الإسلام والمسلمين، يدسون، ويسخرون، ويشجعون، في المجتمعات الإسلامية من ينشرون مفاهيم وأعمالاً فاسدة خاطئة، يزعمونها من الإسلام، وهي ليست منه، فمنها حشد البدع المحدثة، التي كانت تشجعها السلطات الاستعمارية في مختلف بلاد المسلمين المحتلة من قبل أعدائها، ويتخذون لهم أجراء من المنتسبين إلى الأمة، ويقوم هؤلاء الأجراء بتنفيذ خطة العدو، ويتلقون منه التعليمات في ذلك.
وفي الوقت الذي ضيق فيه المستعمرون الخناق على المدارس الإسلامية والعلوم الدينية الصحيحة، وجدناهم يدعمون ويشجعون مجموعات من الجهلة بالدين , تمارس طقوساً من العبادات المبتدعة المخترعة، التي لم يعرفها الصدر الأول من المسلمين، والممزوجة بشيء كثير من حظوظ النفس، تحت ستار التصوف الديني، مع أنه ليس لأحد أن يشرع من الدين ما لم يأذن به الله.
وعلمنا أن كبار رجال الاحتلال الاستعماري كانوا يحضرون هم وعائلاتهم كثيراً ومن هذه الاجتماعات التي يتصور القائمون بها أنها لون من ألوان العبادات الإسلامية، وما هي في الحقيقة إلا مجموعة من أغاني التشبب ترافقها أصوات بعض آلات الموسيقى والحركات الإيقاعية المسماة برقص السماح، ويرافقها ترديد لبعض الأذكار المختلفة. وكانت تؤخذ لهذه المجالس رسوم فوتوغرافية، تضاف إلى سجل المعلومات التي تؤخذ عن المسلمين