ولتنفيذ هذه الخطّة ربما دسّ دهاة المكر بين صفوف المسلمين الغيورين المتحمسين لإسلامهم، من ينفخ في نار حماستهم، ليؤجّجَها، متظاهراً بالغيرة الشديدة على الإسلام والمسلمين، وهو منافق كذَّاب. وغرضه أن يثير غضبهم، ويزيّن لهم ضرورة التحرّك السريع للقتال في سبيل الله، من أجل رفع طغيان قائم، وبغي جاثم، أو لإقامة حكم الإسلام في الأرض، ويزعم لهم أنَّ أمر القتال قد صار واجباً شرعياً، وأمراً حتمياً، ولو لم يكن لدى الثلّة المؤمنة إلاَّ القوة القليلة التي لا تكفر في ميزان القوى السببيّة للتغلّب على خمسة في المئة من قوى البغي أو الكفر التي يريدون قتالها لإسقاطها.
وقد يفتعل الأعداء أو أجراؤهم مثيرات غضب المسلمين من أجل دينهم، ليستدرجوهم إلى تحرّكات طائشة رعناء، ثم ليوقعوهم في فخ كانوا قد نصبوه لهم.
وقد يندفع المتحمسون للإسلام برعونة وقصر نظر، وغفلة عما يُرادُ لهم، وهم يجهلون فقه الجهاد في سبيل الله بالقتال، وتنتهي الاندفاعة الرعناء بالخيبة والهزيمة، وتنبري القوى المعادية للإسلام فتنزل بالمسلمين ما كانت قد دبّرت لهم من قمع وتنكيل واضطهاد.
وبذلك يظفر أعداء الإسلام، والسائرون في ركابهم، أو الدائرون في أفلاكهم، بما كانوا يهدفون إليه من هذه الخطة.
وتشيع في جماهير المسلمين فكرة اليأس من الخلاص، واليأس من جدوى القتال والإعداد اللازم له.
وهذا هو ما يريد الأعداء الوصول إليه.
الخطّة السابعة: خطّة تقديم صُوَرٍ مصطنعة من جهاد قتالي أو إرهابيّ يحمل شعارَ جهادٍ إسلاميّ، وهو ليس منه منهجاً ولا غاية، للتنفير من الجهاد