للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في سبيل الله بالقتال، كصُوَرِ الأعمال الإرهابية والثورات الفوضويّة التي تقتل الأبرياء، وتغتال وتدمّر، دون مواجهات قتالية.

إنّ تاريخ الجهاد الإسلاميّ بالقتال قد كان مقتصراً على قتال جيوش أعدائهم، في جهاد إسلاميّ مقدّس، قتالاً تُوَاجِه فيه الجيوش الإسلامية جيوش الأعداء، بلا غَدْر ولا خيانة ولا نقضٍ للعهود، ولا تَتَعرَّضُ لغير الجيوش المقاتلة من أفراد شعوبهم الذين لا يشاركون في القتال.

ولم يكن المسلمون يعرفون بدعة الإرهاب المعاصرة، الَّتي خطَّط لها اليهودُ والنصارى والملاحدة والوثنيُّون وأُجراؤُهم، ومارسوها في ثوراتهم واضطراباتهم، وتبعهم فيها ثوريّون مختلفون من شعوب الأرض، وهذه البدعة تهدف إلى إثارة القلاقل والاضطرابات في الشعوب، وقتل الأبرياء، وتخريب العمران، ومصادرة الطائرات، وتدمير الأبنية على سُكّانها بالمفتجِّرات، وتدمير المدُنِ، وقتل سكانها في إبادة جماعيّة بأسلحة الدّمار الشامل، ونشر الفساد في الأرض.

إنّ هذه الأعمال الّتي أُطْلِق عليها اسم أعمال إرهابيّة، لا يَعْرِفُها المسلمون خلال تاريخهم الجهاديّ الطويل، ولا يُجِيزها الإسلام، ولا يُبِيح للمسلمين أن يمارسوها.

وفي خطّة ماكرةٍ مُدَبّرة دفع أعداء الإسلام سرّاً بعض أجرائهم، فدفعوا بعض أبناء المسلمين الذين لا يعرفون أحكام الإسلام ولا يطبّقونها في سلوكهم، للقيام ببعض الأعمال الإرهابيّة الّتي قلدُوا فيها الإرهابيين من غير المسلمين، من اليهود والنصارى والملاحدة والوثنيين، ورفَعُوا مع أعمالهم شعارات جهاد إسلاميّ، مع أنّ هذه الأعمال لا تَمُتُّ للإسلام بصلةٍ، بل يُحَرِّمها الإسلام ولا يأذن بها.

واستغلَّ أعداءُ الإسلام هذه الأعمال لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، بوسائل الإعلام الكثيرة الّتي يملكونها.

<<  <   >  >>