للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جديدة من عند أنفسهم، تحتل مركز الرسالة الإسلامية الربانية.

ولا تخفى على المتأمل نفثة الكيد والحقد التي تقذفها عبارة قائلهم: "كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمداً". أي: فليصنع العرب اليوم رسالة جديدة تناسب العصر الحاضر غير رسالة الإسلام التي أنتجتها بحسب تضليلهم عبقرية محمد من قبل.

ولو صح هذا الكلام بالنسبة إلى رسالة محمد لكان أكثر صحة لو قيل بالنسبة إلى الرسالات الربانية التي جاء بها عيسى وموسى من قبل، ولا سيما معظم ما فيها محرف منتقد، لكنهم لا يحملون هذا التضليل إلا في صفوف المسلمين فقط، وبالنسبة إلى رسالة الإسلام فقط. فإذا أضفنا إلى هذا أن أصحاب هذه الدعوة صليبيون متعصبون سراً لصليبيتهم لم تخف علينا الدوافع التي تدفعهم إليها، ولا عتب عليهم أن يمكروا بالإسلام وهم يعادونه، إنما العتب كل العتب على أبناء المسلمين الذين تنطلي عليهم حيل الأعداء، فيجندون أنفسهم في صفوفهم، أو يضعون أنفسهم في الصفوف الأولى من صفوف الكتائب الموجهة لحرب الإسلام والمسلمين.

* * *

<<  <   >  >>