للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علمية وفنية وصناعية وتجارية وسياحية ورياضية ونحوها، لتقوم بعمليات الإفساد عن طريق الاختلاط بالبنين والبنات، والتأثير عليهم ببهرج مظاهر الحياة وزينتها ولذاتها وبالمبتكرات من النظريات والأفكار، ومن الأزياء والفنون التي تستهوي النفوس، ويغريها بالمحاكاة والتقليد.

ومعلوم أن الأجيال الناشئة لم تحصن بعد بالمناعة بالفكرية والمناعة النفسيّة ضدّ أي غزو فكري أو نفسي يمسُّهم بجرثومته، وذلك بسبب كونهم لم يزودوا بعد بالمفاهيم الدينية الكافية لتحصين أفكارهم، ولم يزودوا بعد بالعناصر الإيمانية الكافية لتحصين نفوسهم وقلوبهم.

لذلك فإن تعرضهم للإصابة بوافدات الأوبئة الغازية أمرٌ متحتم إلا من عصمه الله بعصمته.

والخطة الثانية: أن يستدرج أبناء المسلمين وبناتهم إلى معاقل جيوش الغزاة، وهم لا حصانة لهم، ولا مناعة في أفكارهم ونفوسهم، ولا سلاح في أيديهم، وهنالك يتسنى لمعاقل الغزو من إفساد المستدرجين إليهم ما لا يتسنى للغزاة داخل بلاد المسلمين، وبسرعة فائقة تستطيع هذه المعاقل أن تصنع هؤلاء الفتيان والفتيات صناعة جديدة، تستخدم فيها كل مفاتن مدنياتهم الحديثة ومباذلها، بعيداً عن مراكز العلم الصحيح النافع، والصناعة المتقنة المفيدة، ثم يعودون بعد ذلك غرباء عن أمتهم وعاداتها وأخلاقها ودينها.

وبطريقة لا تكلف جيوش الغزو شيئاً يمسي هؤلاء الممثلين لجيوش الغزاة داخل بلاد المسلمين، إذ يحملون بين المسلمين رسالة أعدائهم، وبأسلوب أشد عنفاً، وأكثر وقاحة، وأعظم تأثيراً.

ولا يخفى علينا ما في مظاهر المدنية الحديثة الأوربية من فتنة لا يملك مقاومة إغرائها أصلب أبنائنا وبناتنا عوداً، وأقومهم سلوكاً، وأجودهم فكراً، إلا النذر اليسير، فكيف بالذين ليس لديهم أية مناعة أو حصانة ضدها؟!.

لسنا ننكر أن من هذه المظاهر ما هو حسنٌ بذاته، جدير بالمسلمين أن يستفيدوه، ولا بأس في أن يقلدوه، إذ الإسلام يدعو إليه ويشجع عليه، ومن

<<  <   >  >>