للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للناس، نستطيع أن نقسّم الزينة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الزينة الربّانية.

القسم الثاني: الزينة الشيطانية.

القسم الثالث: الزينة الحيادية، التي يمكن أن تستخدم في الخير وطاعة الله عزّ وجل، ويمكن أن تستخدم في الشر ومعصية الله عز وجل. فإن استخدمت في الخير وطاعة الله ألحقناها بالقسم الأول، فكانت من قبيل الزينة الربّانية. وإن استخدمت في الشر ومعصية الله تعالى ألحقناها بالقسم الثاني، فكانت من قبيل الزينة الشيطانية.

١- فمن أمثلة القسم الأول (الزينة الربّانية) تزيين الإيمان، وإرادة الخير، وفضائل الأخلاق، والعمل الصالح، في قلوب المؤمنين.

ومن هذا القسم ما جاء في قول الله تعالى خطاباً للمؤمنين أصحاب رسول الله في سورة (الحجرات/٤٩ مصحف/١٠٦ نزول) :

{وَآعْلَمُواْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

فتزيين الإيمان في قلوب المؤمنين من قسم الزينة الربّانية المحضة.

٢- ومن أمثلة القسم الثاني (الزينة الشيطانية) تزيين الأعمال السيئة للكافرين والعصاة، كتزيين الشيطان لهم قتال المسلمين، وشرب الخمور، وظلم عباد الله، وحبَّ المعاصي والمخالفات، وقتل أولادهم سفهاً بغير علم، ونحو ذلك.

ومن هذا القسم ما قصّه الله على رسوله من أحوال الأمم السابقة، في سورة (الأنعام/٦ مصحف/٥٥ نزول) بقوله عزّ وجلّ:

{وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ

<<  <   >  >>