الجسد، التي تمده بالبقاء إلى أمده المقدّر له، أو على ممارسة الغرائز التي تمد النوع بالتكاثر والبقاء، إلى الأمد المقدر لبقاء النوع، أو لبقاء الحياة على هذه الأرض، أو على السعي لتحقيق حاجات نفسية ترتبط بها مصلحة من المصالح الإنسانية الفردية أو الجماعية.
ومجالات مطالب الحياة الجسدية أو النفسية أو الفكرية تعرض للإنسان زينتها، لتجذبه إليها، وتحببه بها، وبذلك يتم بينها وبين مطالب الحياة علاقة التجاذب.
فحينما تعرض الوردة مثلاً زينتها التي تتمثل بألوانها الزاهية، وعرفها الشهيّ الطيب، وملمسها المخملي، فإنها تقول بلسان حالها للعين الذواقة: هنا يستوقف النظر. وتقول للشم المرهف: من هنا يسنتشق العبير. وتقول للشفاه الناعمة: هنا يحلو المقام. ولولا أن هذه الحواس تلائمها هذه الخصائص ما انجذبت إليها، ولاهفت نحوها، ولا رأت فيها شيئاً من الزينة.
ولقد أبدع القرآن أيما إبداع، إذ اختار لفظة الزينة للتعبير عن الخصائص التي أودعها الله في الأشياء، ليكون فيها ملاءمة وجذب للغرائز والطبائع التي فطر الله الأنفس عليها، وتلك نعمة كريمة من نعم الله في الحياة، ولو أن حاجات الحياة مرتبطة بأشياء لا زينة فيها، فلا ملاءمة بينها وبين شهوات الأنفس وغرائزها وطبائعها، لكان السعي لاستمرار الحياة مشكلة قد تستعصي على الحل.
ولست أدري ماذا سيحدث لو كان الطعام مكروها في الأنفس غير مشتهى، مثل الدواء المر الكريه، ولو كان الشراب مما تعافه الأنفس كالنفط، وكانت بقية حاجات الحياة على هذا الشكل؟
إنه من غير شك سيختار معظم الأحياء الفناء على البقاء، فسبحان من زين لنا حاجات أجسادنا وحاجات أنفسنا حتى نسعى إلى طلبها سعياً ذاتياً.
أقسام الزينة
واستنباطاً من النصوص القرآنية، ومن ملاحظة الأشياء والأعمال المزينة