للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكل أموال الناس بالباطل، وأهون من الظلم والعدوان والقتل بغير حق، والزنى، ونحو ذلك من آثام.

فاستخدام الزينة الحيادية في غير ما أذن الله هو من اتباع خطوات الشيطان الذي يزين للناس الإثم والفسوق والعصيان.

وقد ضرب الله أمثلة للأشياء الكثيرة التي زيّنها لعباده، وجعل زينتها زينة حياديّة ليبتلي إرادتهم بها، ويكشف المطيعين والعاصين عن طريقها.

وفي بيان ما فيها من زينة فطريّة إشارة إلى أنّ ميل الإنسان إليها لا يعتبر نقيصةً من نقائصه، بل هو أمر "فطري" في أصل تكوينه، ولكنّ الإنسان بانحرافه عن منهج الاعتدال الذي رسمه الله له، هو الذي يضيف إلى نفسه بانحرافه عن منهج الاعتدال الذي رسمه الله له، هو الذي يضيف إلى نفسه النقيصة، ويهوي بها إلى دركات الشرّ والإثم، وهذا عملٌ إرادي من أعماله.

ومن الأمور التي جعل الله فيها زينة حيادية قابلة لأن تستعمل في الخير، وتستعمل في الشرّ، ما ذكره بقوله في سورة (آل عمران/٣ مصحف/٨٩ نزول) :

{

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}

وحُسن المآب يكون لمن استقام في الدنيا على الصراط الذي رسمه الله للمتقين.

ومنها ما ذكره الله بقوله في سورة (النحل/١٦ مصحف/٧٠ نزول) :

{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

ولعل في قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعملون} إشارة إلى المركبات التي ألهم الله الإنسان اختراعها وصنعها، وإلى ما سيلهمه من ذلك حتى آخر الدهر.

ومنها ما ذكره الله بقوله في سورة (الكهف/١٨ مصحف/٦٩ نزول) :

{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً}

<<  <   >  >>