أمراض القلوب، وهو شيطانه الأوسط، وشيطانه الذي يوسوس في نفسه، فيحرك له أهواءه وشهواته وغرائزه، ويفسد عليه سلوكه، وهو شيطانه الأصغر، فإذا قذف المؤمن بالحجارة الصغيرة الأماكن التي خصصها الشارع رمزاً لعوارض الشيطان في الأنفس فقد أعلن بصيغة مادية ما جزمت به إرادته من إرضاء للرحمن وامتثال لأمره، وكفر بالطواغيت وإرغام للشيطان وطرد لوساوسه.
وضمن هذه الفلسفة الحكيمة الرصينة تتجلى لنا حكمة مشروعية عبادة كف البصر عن محارم الله، وإحصان الفرج عن الزنى وسائر الموبقات، وكف اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة، وهكذا إلى آخر أنواع العبادات التي شرعها الله لنا.
ومن تدبر هذه الحقائق ونظائرها، سقطت من نفسه وساوس أعداء الإسلام وشبهاتهم التي يحاولون جهدهم بثَّها للتشكيك بالإسلام وبكماله وبربَّانيته.