صاحب قدرة على الزراعة، حتى يؤسس لنفسه مزرعة يحسن العمل فيها واستثمارها والاكتساب عن طريقها، إلى غير ذلك.
وأما العاجزون عن العمل من الفقراء والمساكين كالمرضى والشيوخ الكبار وغير المكلفين بالعمل كالأطفال والنساء اللواتي ليس لهن من يعيلهن فللدولة أن تدفع لهم من صندوق الزكاة مرتبات شهرية تستمر ما داموا في أحوالهم التي يستحقون بها الإنفاق عليهم، ولها أن تزوج من يحتاج إلى الزواج منهم وأن تشتري أو تبني لهم مساكن، وأن تدفع عنهم ديونهم إلى غير ذلك.
وللدولة أن تنشئ لهم من صندوق الزكاة مدارس ومستشفيات وملاجئ مجانية، ولها أن تنشئ لهم مساكن توزعها عليهم حسب حاجاتهم، ومطاعم ومحلات كسوة تقدم لهم الطعام والكساء حسب حاجاتهم التي تقدرها اللجان المشرفة على ذلك.
ومن الوسائل أيضاً تأسيس جمعيات خيرية في كل حي وكل قرية، تتولى القيام بمهمات البحث عن الفقراء والمساكين العاجزين عن العمل وكفالتهم، على أن تخصص لكل منها ميزانية من صندوق الزكاة بحسب عدد المحتاجين التابعين لها، ويضاف إلى ذلك ما تتلقاه هذه الجمعيات من صدقات ومساعدات إضافية خارجة عن حصة الزكاة.
إلى غير ذلك من صور كثيرة قابلة للتطوير والتحسين بحسب تطور وسائل العصر ونظمه الإدارية والاجتماعية، مع المحافظة على الأسس التي أقام الإسلام عليها هذا النظام الرائع، ومع المحافظة على الأهداف التي قصد إليها منه، وفي كل هذه الصور وأشباهها يتم الأخذ من الأغنياء والرد على الفقراء، كما جاء في النصوص الإسلامية، والأخذ من الأغنياء يكون بمعرفة الدولة الإسلامية وإشرافها، والرد على الفقراء يكون بمعرفتها وبإشرافها، وبحسب الوسائل الكريمة النافعة التي تراها.
وبذلك تسقط شبهات المضللين، ويظل نظام الزكاة رائعاً في كل زمن، ومناسباً لكل عصر، ولكن على المسلمين أن يطبقوه وأن يحسنوا تطبيقه.