١١٩- تكلمنا في ماضي قولنا في وصف عام لبلاغة القرآن، وتكلمنا في ألفاظه، وبيَّنَّا بشواهد الآيات أن كلَّ كلمة لها صورة بيانية في السياق الذي سيقت له، ثم تكلمنا عن الأسلوب، وذكرنا مستشهدين بالآيات البينات أنَّ كل كلمة لقف مع أختها، ويتكوّن من مجموع الكلمات المتلائمة المتآخية صورة كاملة للبيان تعطيك صورة بيانية، كل كلمة تعطيك جزءًا منها، مع كونها في ذاتها صورة بيانية وحدها، وضربنا لك الأمثال.
ثم تكلمهنا من بعد على تصريف البيان القرآني، فبيَّنَّا كيف كان التصرف في الاستدلال على وحدانية الديان، وبطلان عبادة الأوثان، وكيف كان التنويع في البراهين التي يسوقها، والتي تعلو في دقة الحكم على الأدلة الخطابية، وتعلو في النسق البياني والنغم الموسيقي عن البرهان المنطقي، مع اشتمالها على أدق معناه، وإن غاير الأشكال.