١٦٧- قصصنا بعض القصص عن سيدنا موسى -عليه السلام، وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وكنّا نذكر ذلك بصدد بيان أنَّه لا تكرار في قصة موسى لمن تدبر وتفكَّر في المغازي والمقاصد، لا في ظواهر الألفاظ، والآن نذكر فقط الخوارق للعادات التي جرت على يد موسى -عليه السلام، وهي تسع آيات كما جاء في القرآن الكريم. فقد قال تعالى:{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا}[الإسراء: ١٠١] .
ولنذكر إن شاء الله تعالى تلك الآيات التي لم تجد مع فرعون وقومه الضالين.
أولهما: العصا التي قال الله تعالى فيها: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}[الشعراء: ٤٥] ، وقد نزل موسى يباهل بها السحرة من قوم فرعون:{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ، قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ، وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}[الأعراف: ١١٥-١٢٠] .
الثانية: أنه يخرج يده من جيبه، فإذا هي بيضاء من غير سوء، كما قال تعالى:{وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}[النمل: ١٢] وكما قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}[الأعراف: ١٠] .
الثالثة: إنَّ الله تعالى أخذ آل فرعون بالجدب ونقص الأموال والأنفس والثمرات، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: ١٣٠] .
الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة: ما ذكره الله تعالى بقوله: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}[الأعراف: ١٣٣] .
الآية التاسعة: أنَّهم عندما نزل بهم الرجز الشديد طلبوا من موسى أن يدعو ربه ليكشف عنهم الرجز، كما قال تعالى: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ