٢٣١- القرآن الكريم تكرَّر ذكر الكون فيه؛ لأنه كما بينا اتخذ من خلق كل من الوجود دليلًا على من أنشأه، فكان بمقتضى النهج النوراني لا بُدَّ أن الكون وما فيه من خلق عظيم يدل على منشئه وحده -سبحانه وتعالى، ولا تكاد تَجِدُ سورة من القرآن مكيَّة أو مدنية خلت من ذكر الكون، وما يتصل به.
وإنَّ ذلك فيما نحسب يوجِّه نظر الإنسان إلى أنَّه جزء صغير من هذا الكون، ليربطه به، وليتعرَّف أسراره وأحواله، وليعرف أنَّه وهو الصغير قد سخر الله تعالى له هذا الكون الكبير، ولقد قال تعالى:{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} .
وأنَّ ثمة حقائق مذكورة في القرآن يستبصر بها كل متعرِّف لهذا الكون دارس له.