١٧٠- في هذا العصر الأيوني كان مبعث عيسى -عليه السلام، ووجوده، ولم يكن علم الطب رائجًا عند بني إسرائيل كما توهم عبارات بعض الكتاب في العقائد من المسلمين، بل كان بنو إسرائيل أجهل الناس بالطبِّ كما يقرّر علماء تاريخ الفلسفة، ومنهم رينان الفيلسوف المسيحي.
إنما كانت معجزات عيسى لإبطال النظرية الأيونية التي تعتقد أنَّ المخلوقات نشأت عن الموجد نشوء العلة عن معلوله.
وكانت ولادة عيسى إبطالًا صارخًا لهذه النظرية، فإنَّ المعتاد في الحياة الحيوانية ومنها الحياة الإنسانية أن الولد يولد من أبوين، أب ملقح ببذرة الوجود، وأم تتلقى في رحمها تلك البذرة، أو الجرثومة كما يعبّر العلماء، أو المني الذي يُمْنََى كما عبَّر القرآن.
فجاء عيسى من غير أب، وكان ذلك خرقًا للأسباب الطبيعية الجارية، وكان غريبًا على مريم البتول.