وإذ لم تجد هذه المعجزات مع أنها قارنت حياتهم، ومسّت معيشتهم، حتى لم يكن لطالب حقٍّ أن يرتاب، ولا لطالب الهداية أن يمتري، عندئذ كانت الضربة القاصمة لفرعون وملئه، ولذلك قال تعالى:{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ، وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}[الأعراف: ١٣٦، ١٣٧] .
هذه إشارات إلى معجزات سيدنا موسى، وكل خارق للأسباب والمسببات مما يدل بذاته أولًا: على أنَّ الله تعالى فعَّال لما يريد، خلق الأشياء بإرادته وقدرته، ولم تنشأ عنه كما ينشأ المعلول عن علته، وتدل على رسالة موسى -عليه السلام- وبعثه إلى بني إسرائيل، وفرعون وقومه.