للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنْ هُوَ يعنون نوحا إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ يعنى جنونا فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ- ٢٥- يعنون الموت قالَ نوح: رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ- ٢٦- يقول انصرني بتحقيق قولي في العذاب بأنه نازل بهم في الدنيا فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ يقول اجعل السفينة «١» بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا كما نأمرك فَإِذا جاءَ أَمْرُنا يقول- عز وجل- فإذا جاء قولنا في نزول العذاب بهم في الدنيا يعني الغرق وَفارَ الماء من التَّنُّورُ وكان التنور في أقصى مكان من دار نوح وهو التنور الذي يخبز فيه «وكان في الشام بعين وردة» «٢» فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ذكر وأنثى وَأَهْلَكَ فاحملهم معكم في السفينة، ثم استثنى من الأهل إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ يعني من سبقت عليهم كلمة العذاب فكان ابنه وامرأته ممن سبق عليه القول من أهله، ثم قال- تعالى-: وَلا تُخاطِبْنِي يقول ولا تراجعني فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا يعني أشركوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ- ٢٧- يعني بقوله ولا تخاطبني. قولَ نوحٍ- عليه السلام- لربه- عز وجل- « ... إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ... «٣» » يقول الله ولا تراجعني في ابنك كنعان، فإنه من الذين ظلموا [٣٠ ب] ، ثم قال- سبحانه-: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ من المؤمنين عَلَى الْفُلْكِ يعني السفينة فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ- ٢٨- يعنى المشركين وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي من السفينة مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ- ٢٩- من غيرك يعنى بالبركة


(١) من ز، وفى أ: أن اجعل الفلك. [.....]
(٢) «وكان فى الشام بعين وردة» : من أ، وليست فى ز.
(٣) سورة هود: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>