للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد:]

هناك آيات معدودة فسرها مقاتل تفسيرا يشعر بالتجسيم، من ذلك تفسيره الاستواء على العرش بالاستقرار، وقوله فى هذا ان الله فوق العرش «١» .

وفى سورة طه/ ٥، يقول سبحانه: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.

قال مقاتل يعنى استقر «٢» .

وقال مقاتل، كل شيء فى القرآن: (واستوى) يعنى ابن اثنتين وثلاثين سنة، واستقر «٣» .

وقد ذهب مقاتل الى ان خلق العرش والاستواء عليه كان قبل خلق السموات والأرض.

ثم خلق الله السموات بعد الاستواء على العرش، ثم خلق الله الأرض بعد خلق السموات.

وقد أول مقاتل الآيات التي تخالف ما ذهب اليه.

فى سورة الأعراف/ ٥٤ يقول تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ «٤» .

«اى ان الله استوى على العرش قبل خلق السموات والأرض» .

وفى سورة الرعد/ ٢، يقول سبحانه: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ. قال مقاتل: قبل خلقهما «٥» .

وفى سورة طه/ ٥، يقول سبحانه: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.

قال مقاتل: قبل خلق السموات والأرض «٦» .


(١) الملطي: التنبيه والرد على اهل الأهواء والبدع، تحقيق الكوثرى: ٧١. [.....]
(٢) تفسير مقاتل، مخطوطة احمد الثالث: ٢/ ٢ أ، وانظر تحقيقنا له: ٣/ ٢٠- ٢١.
وانظر الزركشي فى البرهان: ٢/ ١٠ (النوع السابع والثلاثون) فى حكم الآيات المتشابهات الواردة فى الصفات، قال: فمن ذلك صفة الاستواء، فحكى مقاتل والكلبي عن ابن عباس ان استوى بمعنى استقر، وهذا ان صح يحتاج الى تاويل، فان الاستقرار يشعر بالتجسيم.
(٣) الملطي، والتنبيه والرد: ص ٧٦.
(٤) تفسير مقاتل: ١/ ١٣٠، وفى تحقيقنا له مجلد: ٢/ ٤١.
(٥) تفسير مقاتل: ١/ ١٨٦ ب، وفى تحقيقنا له: ٢/ ٣٦٦.
(٦) تفسير مقاتل ٢/ ٢ أ، وفى تحقيقنا له: ٣/ ٢٠- ٢١، ويرد على مقاتل بان تم للترتيب فى الذكر لا فى الوقوع، وأنه بالنسبة لله تعالى لا يقال قبل وبعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>