للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: (هذا اسناد فيه ضعف) «١٧» ، وقال الامام احمد: حدثنا عفان حدثنا حماد عن سماك عن انس بن مالك رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة مع ابى بكر فلما بلغ ذا الخليفة قال: (لا يبلغها الا انا او رجل من اهل بيتي) فبعث بها مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

قال ابن كثير: (رواه الترمذي فى التفسير عن بندار عن عفان وعبد الصمد، كلاهما عن حماد بن سلمة به، ثم قال: حسن غريب من حديث انس رضى الله عنه) .

[رواية البخاري:]

ولكن روايات البخاري تفيد ان إرسال النبي لعلى على انه رديف لأبي بكر ومساعد له فى إبلاغ المشركين «١٨» .

وقد سبق ان ذكرنا فى اسباب نزول الآية ان اسباب النزول إذا تعددت قدم الأصح على الصحيح، وقدم الصحيح على غيره.

وقد اتفق الجمهور على ان صحيح البخاري مقدم على غيره.

[مقارنة:]

وبمقارنة ما ذهب اليه مقاتل من التشيع فى تفسير بعض الآيات بما كتبه بعض أئمة الشيعة، نجد ان مقاتلا كان معقولا وسمحا فى تشيعه بالنسبة لغيره، ففي كتاب المراجعات للإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي «١٩» نجد مئات الآيات «٢٠» والآثار فى مدح على وآل البيت، حتى ليكاد يقصر الآيات الواردة فى مدح المؤمنين والصادقين على على وآله.


(١٧) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣٣٣.
(١٨) قال البخاري رحمه الله: حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال: بعثني ابو بكر رضى الله عنه فى تلك الحجة فى المؤذنين الذين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: الا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد: ثم اردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلى بن ابى طالب فأمره ان يؤذن ببراءة قال ابو هريرة فاذن معنا على فى اهل منى يوم النحر ببراءة، وان لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. ورواه البخاري ايضا: حدثنا ابو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال بعثني ابو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: الا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر وانما قيل الأكبر من اجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ ابو بكر الى الناس فى ذلك العام. فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك. هذا لفظ البخاري فى كتاب الجهاد. وانظر: تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٣٢.
(١٩) الطبعة السادسة. مطبعة الآداب. النجف الأشرف.
(٢٠) المراجعات: ٥٢- ٦٧، فكلها آيات يدعى نزولها فى على بن ابى طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>